الصرع هو مرض مزمن تضطرب فيه الإشارات العصبية التي يرسلها المخ لباقي الجسم، ويؤدي هذا الاضطراب لحدوث نوبات متكررة تضم تشنجات لّا إرادية وفقدان للوعي في بعض الحالات.
ولأن هناك كثير من التساؤلات حول مرض الصرع؛ قررنا أن نتطرق في هذا المقال للحديث عن أهم الأمور التي تحتاج إلى معرفتها عنه، مثل: أنواعه، والأعراض المصاحبة له، ووسائل علاجه، بالإضافة إلى علامات الشفاء من الصرع، لذا تابع القراءة.
أنواع نوبات الصرع
يصنف العلماء نوبات الصرع إلى نوعين -بناءً على طبيعة الاضطراب المسبب للنوبة ومكان حدوثه-، وهذان النوعان هما:
نوبات الصرع المعمّمة
تُعرف نوبات الصرع المعمّمة بتأثيرها في جانبي المخ في نفس الوقت، ولها عدّة أنواع، ويختلف كل نوع عن الآخر في طبيعة الأعراض وحدّتها، والمدة التي تستغرقها النوبة.
نوبات الصرع البؤرية
في هذا النوع من نوبات الصرع تتأثر منطقة واحدة من المخ، مسببة إحدى الحالتين التاليتين:
الأولى: يكون المريض فيها واعيًا في أثناء حدوث النوبة.
الأخرى: يكون فيها المريض مشوشًا أو فاقدًا للوعي.
وتختلف الأعراض التي تظهر على المريض قبل وفي أثناء النوبة حسب فص المخ الذي حدث فيه الاضطراب.
وبعد معرفتك ما هو الصرع البؤري والمعمّم؛ عليك أن تتعرف إلى الأعراض المصاحبة لهما، لذا تابع قراءة الفقرة التالية.
أعراض نوبات الصرع
تختلف أعراض الصرع من مريض لآخر حسب نوع النوبة، وتتمثل أبرز الأعراض التي قد يعانيها المريض خلال نوبة الصرع في:
فقدان الإدراك أو الوعي.
التشوش الذهني المؤقت وعدم التركيز.
التحديق في الفراغ.
انتفاضات وتشنجات في الذراعين والساقين لا يمكن السيطرة عليها.
تيبس العضلات.
اضطرابات في الحركة والحواس.
الخوف أو القلق.
اضطرابات في التنفس.
ملحوظة: ظهور هذه الأعراض لمرّة واحدة لا يعني بالضرورة الإصابة بالصرع، لأنها قد تتشابه مع حالات مرضية أخرى.
وسائل علاج الصرع
هناك عدّة وسائل علاجية تساعد في تقليل نوبات الصرع، ويعتمد تحديد الوسيلة المناسبة من بينها على نوع الصرع وحالة المريض وعمره، ومن هذه الوسائل ما يلي:
تناول الأدوية
تناول الأدوية المضادة لنوبات الصرع تقلل من تكرارها وحدّتها، ويمكن تناول نوع واحد منها وفي بعض الحالات قد يصف الطبيب أكثر من نوع دواء للمريض حسب وضعه الصحي، ومن المهم اتباع تعليمات الطبيب بدقة في أخذ الأدوية للوصول إلى أفضل النتائج.
العلاج الجراحي
إذا لم يُجدِ تناول الأدوية في الحد من نوبات الصرع؛ يأتي دور العلاج الجراحي كحلٍ لها، أنواع جراحات الصرع تقسم كالتالي:
جراحة استئصال البؤر الصرعية: يُجرى هذا النوع من الجراحة للأشخاص الذين يُعرف سبب الصرع لديهم، مثل وجود بؤر صرعية في أجزاء محددة من المخ، وتُعد خيارًا جيدًا إذا كانت البؤرة الصرعية في الفص الصدغي من المخ.
جراحة فصل جانبي المخ: يُجرى في هذه العملية فصل الروابط الكهربائية بين جانبي المخ عن طريق استئصال جزءٍ من الأنسجة التي تصلهما ببعض، وذلك لتقليل فرص التعرض لنوبات الصرع والسيطرة عليها.
زرع جهاز تحفيز العصب الحائر: يُزرع جهاز صغير تحت عظمة الترقوة يرسل ذبذبات أو نبضات كهربائية إلى المخ للسيطرة على النشاط الزائد للمخ وتقليل نوبات الصرع.
هل يختفي الصرع نهائيًا بعد العلاج؟
رغم وسائل العلاج الطبية، يواجه الأطباء صعوبة في علاج الصرع بصورة نهائية، إذ يُعدّ مرضًا مزمنًا.
وتتلخص علامات الشفاء من الصرع في تقليل النوبات التي يتعرض لها المريض، وتباعد الفترات بينهم في حالة تحديد الأسلوب العلاجي المناسب لحالة كل مريض.
هل يمكن الوقاية من الإصابة بالصرع؟
توجد صعوبة في الوقاية من الإصابة بالصرع، لوجود عوامل مختلفة مسببةً له مثل العامل الوراثي، ويساعد أخذ بعض الاحتياطات والإجراءات في الوقاية من الصرع المكتسب، مثل:
حماية الرأس من الإصابات بارتداء حزام الأمان عند قيادة السيارة، والخوذة عند قيادة الدراجات النارية وتأدية بعض الأنشطة الرياضية.
اتباع نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة تقلل من احتمالية الإصابة بالسكتة الدماغية، والتي تُعد من أسباب الصرع.
تجنّب تعاطي المخدرات وتناول الكحوليات لأنها تسبب تلف في خلايا المخ، وقد تؤدي إلى الإصابة بالصرع.
ختامًا ننصحك باختيار طبيب مناسب لتشخيص حالتك وتحديد الأسلوب العلاجي الذي يضمن لك تحسن حالتك، ويُعد الدكتور عوض حجاب -استشاري مناظير وجراحات المخ والأعصاب والعمود الفقري- من أكفأ الأطباء في مجال علاج الصرع لذا سارع في الحجز معه في أقرب وقت ممكن.