يشكو بعض الموظفين الذين يعملون في المكاتب من الشعور بالتعب والإرهاق، خاصة عند الجلوس لفترات طويلة. هذا الشعور بفقدان التركيز وانعدام الدافع لاستكمال العمل أصبح موضع اهتمام العلماء والمتخصصين الذين سعى لمعرفة السبب العلمي وراء ذلك. في هذا المقال، سنتناول تأثير التوتر المكتبي على التعب الجسدي والعقلي وكيفية التعامل معه.
Alt: رجلان يعملان
مهام وظيفية تحتاج العمل على المكتب
توجد العديد من الوظائف التي تتطلب الجلوس لفترات طويلة، مثل مقدمي الخدمات الحكومية الذين يراجعون الأوراق الرسمية، موظفي البنوك والمحاسبين، ومديري الشركات الذين يتولون مهام إدارية. هؤلاء العاملين يعانون من الشعور بالتعب والإرهاق رغم عدم بذلهم لجهد بدني كبير. بالإضافة إلى ذلك، هناك وظائف أخرى مثل المترجمين، كتاب المحتوى، العاملين في التسويق الإلكتروني، الصحفيين، وموظفي الاستقبال.
حتى الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة الترفيهية على أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف المحمولة يعانون من التعب عند الجلوس لفترات طويلة. على سبيل المثال، تتطلب المراهنة عبر الإنترنت بعض الإستراتيجية والجهد الذهني لفترات طويلة من الزمن، مما قد يؤدي إلى الإرهاق. ومع ذلك، قد يكون الأمر ممتعًا ومثمرًا حقًا في نفس الوقت. تتوفر بعض هذه الرهانات على المواقع التابعة عبر الإنترنت مثل Betpack، والتي تقدم أي نوع من أنواع المراهنة الرياضية.
السبب العلمي وراء الشعور بالتعب والإرهاق
يعاني الكثير من العاملين والطلاب من الشعور بالتعب والإرهاق عند القيام بمهامهم لفترات طويلة. هذا الأمر أثار اهتمام العلماء الذين قاموا بدراسات علمية لاكتشاف الأسباب. اكتشف العلماء أن السبب وراء هذا الشعور يعود إلى تكوين مادة كيميائية سامة في الدماغ تسمى الغلوتامات. هذه المادة تتكون عند القيام بالمهام الذهنية وتؤدي إلى شعور حقيقي بعدم الرغبة في مواصلة العمل.
أوضح العالم ماتياس بيسيجليون أن الشعور بالتعب أثناء العمل المكتبي يأتي نتيجة نظرية تشير إلى أن هذا التعب هو وهم يتكون داخل المخ كعائق للاستمرار في العمل أو الدراسة. هذه النظرية تدعم الاكتشاف العلمي بأن الغلوتامات تعمل على حماية المخ من الضغط المتواصل وتساعد على التوقف عن العمل للحفاظ على وظائف الدماغ.
دراسة علمية في جامعة فرنسية
قام مجموعة من العلماء في جامعة فرنسية بدراسة بحثية على مجموعة من المتطوعين، حيث تم تقسيمهم إلى مجموعات وطلب منهم القيام بمهام مختلفة تشمل المهام البدنية، المكتبية، ومزيج من النوعين. قام العلماء بتحليل طيفي بالرنين المغناطيسي على الدماغ لقياس مدى وسرعة وكمية تكوين مادة الغلوتامات.
أظهرت النتائج أن تكوين المادة كان أسرع وأكبر لدى المتطوعين الذين قاموا بالمهام المكتبية فقط، بينما كان تكوين المادة أبطأ وأقل لدى من قاموا بالمهام البدنية.
كيفية التعامل مع التعب والإرهاق
حتى الآن، لم يتوصل العلم الحديث إلى علاج يحد من تكوين مادة الغلوتامات داخل الدماغ ويساعد الموظفين أصحاب المهام المكتبية على مواصلة العمل لساعات أطول بدون الشعور بالتعب والإرهاق. ومع ذلك، يمكن اتباع بعض النصائح للتعامل مع هذه المشكلة:
- تقسيم العمل على فترات: من الأفضل تقسيم المهام إلى فترات قصيرة ووضع أوقات للاستراحة بين الفترات لاستعادة الطاقة.
- تغيير الوضعية بانتظام: تغيير وضعية الجلوس بانتظام يساعد في تحسين الدورة الدموية ويقلل من الشعور بالتنميل والتعب.
- ممارسة الرياضة: القيام بتمارين خفيفة خلال فترات الراحة يساعد في تحسين الدورة الدموية وزيادة الطاقة.
- توفير بيئة عمل مريحة: استخدام كراسي مريحة وتعديل ارتفاع المكتب لتجنب الإجهاد البدني.
تأثير التكنولوجيا على التعب
التكنولوجيا الحديثة وفرت حلولًا للعديد من مشكلات العمل المكتبي، مثل العمل عن بُعد واستخدام الأجهزة المحمولة التي تسمح بالتنقل والعمل في أماكن مختلفة. بعض المواقع مثل betpack توفر خدمات عبر الإنترنت تتيح للموظفين ممارسة الأنشطة الترفيهية والمهام الوظيفية بدون الشعور بالتعب الناتج عن الجلوس لفترات طويلة على المكتب.
دور التغذية والنوم
النظام الغذائي الصحي والنوم الجيد لهما دور كبير في تقليل الشعور بالتعب والإرهاق. تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن وشرب الماء بكميات كافية يساعد في الحفاظ على الطاقة والنشاط. كذلك، الحصول على قسط كافٍ من النوم ليلاً يساعد في تجديد الطاقة وتحسين وظائف الدماغ.
كيفية تحسين بيئة العمل لتقليل التوتر
يمكن تحسين بيئة العمل بشكل كبير للتقليل من التوتر والإرهاق الجسدي والعقلي. إليك بعض الطرق التي يمكن أن تساعد:
- التهوية والإضاءة: توفير تهوية جيدة وإضاءة كافية في مكان العمل يمكن أن يقلل من الشعور بالإرهاق. الإضاءة الطبيعية خاصةً لها تأثير إيجابي على المزاج والتركيز.
- تصميم المكتب: استخدام تصميم مريح للمكتب والكراسي يمكن أن يقلل من الضغط على الجسم ويحسن من وضعية الجلوس. يجب أن يكون ارتفاع المكتب والكرسي متناسبين لتجنب إجهاد الرقبة والظهر.
- استخدام الأدوات التكنولوجية المناسبة: الأدوات التكنولوجية مثل شاشات الكمبيوتر المتقدمة وأجهزة الإدخال المريحة تساعد في تقليل الإجهاد. توفير أدوات مساعدة مثل حاملات الشاشة ولوحات المفاتيح المريحة يمكن أن يحدث فرقًا كبيرًا.
تأثير التوتر المكتبي على الحياة الشخصية
التوتر الناتج عن العمل المكتبي لا يؤثر فقط على الأداء المهني، بل يمتد تأثيره إلى الحياة الشخصية أيضًا. الشعور المستمر بالإرهاق يمكن أن يؤدي إلى مشكلات صحية ونفسية مثل الأرق والقلق والاكتئاب. كما يمكن أن يؤثر على العلاقات الشخصية والعائلية بسبب التوتر المستمر وانخفاض مستويات الطاقة.
إليك بعض النصائح للحفاظ على توازن صحي بين العمل والحياة الشخصية:
- تحديد وقت للراحة: من المهم تخصيص وقت للراحة والأنشطة الترفيهية بعيدًا عن العمل. قضاء وقت مع العائلة والأصدقاء أو ممارسة هوايات مفضلة يساعد في تخفيف التوتر.
- ممارسة الرياضة بانتظام: النشاط البدني يساعد في تحسين المزاج وزيادة مستويات الطاقة. حتى التمارين الخفيفة مثل المشي أو اليوغا يمكن أن تكون مفيدة.
- الاسترخاء والتأمل: تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق يمكن أن تساعد في تخفيف التوتر وتحسين التركيز.
استراتيجيات إدارة الوقت
إدارة الوقت بفعالية يمكن أن تقلل من التوتر والإرهاق في العمل المكتبي. هنا بعض الاستراتيجيات التي يمكن تطبيقها:
- وضع خطة يومية: تحديد الأولويات ووضع خطة يومية يمكن أن يساعد في تنظيم العمل وتقليل الفوضى.
- تجنب التشتت: محاولة التركيز على مهمة واحدة في كل مرة وتجنب التشتت بالمكالمات الهاتفية أو الرسائل الإلكترونية يمكن أن يزيد من الإنتاجية.
- الاستفادة من التكنولوجيا: استخدام التطبيقات والأدوات التكنولوجية لإدارة الوقت مثل تقويمات العمل وتطبيقات المهام يمكن أن يساعد في تنظيم العمل بفعالية.
الدعم النفسي والاجتماعي
الحصول على الدعم النفسي والاجتماعي يمكن أن يلعب دورًا كبيرًا في التعامل مع التوتر والإرهاق. الحديث مع الزملاء أو الأصدقاء عن التحديات والمشاكل يمكن أن يكون مفيدًا. الشركات التي توفر دعمًا نفسيًا لموظفيها أو بيئات عمل تدعم التعاون والمشاركة يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر.
التعامل مع التوتر والإجهاد في بيئة العمل المكتبي: نصائح لزيادة الإنتاجية وتحسين الصحة
التوتر في العمل المكتبي يمكن أن يؤدي إلى التعب الجسدي والعقلي بسبب تكوين مادة الغلوتامات في الدماغ. من المهم اتباع النصائح المذكورة للتعامل مع هذا التعب وتحسين الإنتاجية. كما أن استخدام التكنولوجيا الحديثة والعمل عن بُعد يمكن أن يقلل من التأثير السلبي للجلوس لفترات طويلة على المكاتب.