تأخر الحمل والإنجاب إحدى مشاكل العصر الحديث، والتي يعاني منها بالأخص حديثي الزواج، نتيجة الكثير من الأسباب المختلفة، وهو ما يدفعهم إلى البحث عن حلول بديلة، ويعتبر الحقن المجهري والتلقيح الصناعي هم أبرز الحلول لعلاج مشكلة تأخر الإنجاب.
اسباب تاخر الحمل
تتعلق أبرز اسباب تاخر الحمل إما نتيجة التقدم في العمر، أو الإصابة ببعض الأمراض والمشاكل الصحية التي تعوق الحمل سواء مشاكل في الزوجه في المبيض أو الرحم أو قنوات فالوب أو مشاكل في الحيوانات المنويه لدي الزوج وكذلك نتيجة عدم معرفة الوقت المناسب لعملية التبويض، وفي كل الأحوال، يعمل الحقن المجهري والتلقيح الصناعي على علاج هذه المشاكل، وتتمثل بالتفصيل في الآتي:
1- التقدم في العمر
تشير الدراسات والأبحاث العملية أن ارتفاع سن المرأة عن 40 عام يقلل من فرص حملها، بنسبة تصل إلى 10%، وبالتالي فإن أفضل الأعمار التي ترتفع بها مؤشرات الحمل، يمكن أن تتراوح ما بين الـ 22 و الـ 35 عامًا. المشاكل الصحيه أو العيوب التي تصيب المبيض أو مشاكل قنوات فالوب أو مشاكل الرحم المتعدد المكتسبه نتيجه عمليات سابقه أو المشاكل الخلقية. وكذلك مشاكل الحيوانات المنويه للزوج سواء العدد أو الحركه أو ال تشوهات أو عدم وجود حيوانات منويه من الاساس.
2- عدم معرفة الوقت المناسب للتبويض
عملية الإباضة تتم في خلال أيام معنية من الشهر، وفيها ترتفع مؤشرات الحمل، حيث تلتقي البويضة الناضجة مع الحيوانات المنوية الخاصة بالرجل، وتتم عملية التخصيب، وبالتالي فإن عدم معرفة هذه الأيام تجعل من الصعب حدوث الحمل.
4- المشاكل الصحية
المشاكل الصحية المختلفة لها أثر سلبي على الحمل، منها ضعف الحيوانات المنوية الخاصة بالرجل، وعدم جودتها وقدرتها على تخصيب البويضة، بالإضافة إلى مشاكل الرحم وتكيسات المبيض والأنسجة المحيطة بها، فضلًا عن اختلال وظائف بعض الغدد والأعضاء التناسلية، وهو ما يؤدي بدوره إلى تأخر الحمل.
لماذا لا يحدث الحمل رغم التبويض الجيد؟
على الرغم من نجاح التبويض، إلا أن بعض الحالات تعاني من تأخر الحمل، وهذا يرجع إلى عدة مشاكل، أبرزها انسداد قناة فالوب، ومنع الحيوانات المنوية من الوصول إلى البويضة لتخصيبها، بالإضافة إلى تشوه شكل الرحم، ونمو بعض الأورام الليفية، والتي تمنع تثبيت البويضة المخصبة في جدار الرحم، بالإضافة إلى تلف الأنسجة المحيطة بالرحم، ولكن على الرغم من ذلك، تشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى قدرة الحقن المجهري والتلقيح الصناعي على علاج هذه المشاكل وحدوث الحمل.
مدة تأخر الحمل الطبيعي
مدة تأخر الحمل الطبيعي تتراوح ما بين 6 و12 شهرًا، إذ تشير الإحصائيات الطبية إلى أن 50% من حالات الحمل تمت في خلال الـ 6 أشهر الأولى من الزواج، بينما ترتفع مؤشرات الحمل إلى 90% خلال الـ 6 أشهر الثانية من السنة الأولى.
دور الحقن المجهري و التلقيح الصناعي في علاج تأخر الانجاب
الحقن المجهري والتلقيح الصناعي هما أحدث ما توصل إليه الطب الحديث في علاج مشكلة الإنجاب والعقم، وذلك اعتمادًا على استخراج الحيوانات المنوية من الرجل، وتخصيب البويضة الناضجة في المعامل المخصصة، ثم إعادة البيضة المخصبه إلى رحم الأم.
تقوم عملية الحقن المجهري والتلقيح الصناعي على تحفيز المبايض على إنتاج بويضة سليمة، وسحبها عبر المهبل بواسطة بعض الأدوات الطبية المساعدة، وذلك بعد جمع الحيوانات المنوية الخاصة بالرجل، وخضوعها للكشف الطبي للتأكد من مدى سلامتها وجودتها، وبعدها يتم حقن الحيوانات المنوية للبويضة، وبعد أن تتم عملية التخصيب، يتم إعادة البيضة المخصبه إلى الرحم عبر عنق الرحم.
الفرق بين الحقن المجهري والتلقيح الصناعي
ربما الفرق بين الحقن المجهري والتلقيح الصناعي يعود إلى استخدام حيوان منوي واحد في عملية الحقن المجهري لتخصيب البويضة، بينما تتم عملية التلقيح الصناعي بواسطة عدد كبير من الحيوانات المنوية، كذلك تتم عملية التخصيب في الحقن المجهري خارج الجسم في المعامل الطبية المخصصة، بينما في عملية التلقيح الصناعي تتم بواسطة إجراء بسيط وهو حقن الحيوانات المنويه بعد تحضيرها في المعمل وأضافه بعض المواد التي تنشط الحيوانات المنوية بجانب البويضه بعد نضوجها لنترك الحيوان المنوي لاختراق البويضه
يأتي دور الحقن المجهري والتلقيح الصناعي طبقا لما ذكره الدكتور ايمن نجم في علاج تأخر الانجاب كوسيلة طبية تساعد على التخلص من المشاكل التي تعيق عملية الإنجاب، فهي تتشابه مع عملية التخصيب الطبيعية، ولكنها تتم بشكل يدوي في المعامل والمختبرات المخصصة لها، وذلك عن طريق سحب البويضة والحيوانات المنوية، وحقنها بها، وإعادة البويضه مرة أخرى إلى الرحم.