الترفيه ضرورة لحياة صحية خالية من الأمراض النفسية‎‎

بواسطة: - آخر تحديث: الأحد , 20 أغسطس 2023 - 10:48
الترفيه ضرورة لحياة صحية خالية من الأمراض النفسية‎‎

أصبح الترفيه جزءًا أساسيًا من حياتنا وذلك مع تزايد ضغوط الحياة من كافة الجوانب. فلقد أصبحت الحياة سريعة، وكل ما هو حولك يعتمد بشكل كبير على التكنولوجيا والروبوتات بشكل أو بأخر، وأصبحت العلاقات الاجتماعية هشّة ومتطلبات العمل والدراسة زادت أضعاف وأضعاف وهو ما جعل الترفيه ضرورة لحياة صحية خالية من الأمراض النفسية.

فبعد يوم طويل من العمل أو الدراسة، تحتاج إلى طريقة لمكافأة نفسك على المجهود الكبير الذي قدمته في مهام عملك ودراستك أو غير ذلك وتبحث عن وسيلة للترفيه حتى ولو كانت بسيطة. البعض يذهب أيضًا إلى عطلة نهاية الأسبوع للترفيه مع الأصدقاء والعائلة بشكل جماعي، وهو ما يعطيك الدافع لمواصلة العمل وبذل المجهود للأسبوع التالي أو اليوم التالي.

الترفيه وعلاقته بالصحة النفسية

إذا سألك أحدهم ما إذا كنت ترغب في قضاء ساعة إضافية في العمل أو الدراسة أو استبدالها بوقت للترفيه، فماذا تختار؟

في الواقع، ستشعر بالدهشة عند معرفة الإجابة حيث أن هناك دراسة تم نشرها في مجلة علم النفس الاجتماعي تشير إلى ضرورة وضع الترفيه أولوية أساسية في حياتك لما له الكثير من الفوائد على الحياة الصحية الخالية من الأمراض النفسية.

فلقد استندت هذه الدراسة إلى مجموعة من الأبحاث التي قامت بها جامعة أوهايو، جامعة هارفارد وجامعة روتجرز. من ضمن هذه الأبحاث هو طلب الباحثون من 199 طالبًا جامعيًا وضع تقييم حول مدى استمتاعهم بالأنشطة الترفيهية ومدى موافقتهم على العبارة التي تقول ” الوقت الذي يقضيه الطلاب في الأنشطة الترفيهية غالبًا ما يكون وقت ضائعًا”، ثم قام الباحثون بقياس مستويات السعادة والقلق والتوتر لدى الطلاب.

في بحث أخر، سأل الباحثون مجموعة من 302 متطوع حول كيفية احتفالهم بعيد الهالوين ومدى استمتاعهم به، وعبّر الذين أكدوا على أن وقت الفراغ والأنشطة الترفيهية هي مضيعة للوقت عن قلة استمتاعهم بالأنشطة وزيادة معدل التوتر لديهم.

أثبتت نتائج الأبحاث أن الأشخاص الذين يروا أن وقت الترفيه هو مضيعة للوقت عن مشاكل في عدم القدرة على الاستمتاع بالمهرجانات العامة والحفلات الخاصة والأنشطة الترفيهية أيضًا، وانخفض معدل السعادة والرضا لديهم مع ارتفاع معدلات الاكتئاب والتوتر.

هذه التجارب العملية تؤكد على وجود علاقة وطيدة بين الترفيه والصحة النفسية، وأن الأشخاص الذين لا يستمتعون ببعض الأنشطة الترفيهية يعانون من نقص مستوى السعادة والرضا في حياتهم مع زيادة معدلات التوتر والقلق وهو ما يؤدي إلى بعض الأمراض النفسية، وهو ما يثبت أن الترفيه ضرورة لحياة صحية خالية من الأمراض النفسية.

بعض الأنشطة الترفيهية التي يمكنك الاستمتاع بها

لا يجد بعض رجال الأعمال والموظفين الذين يشغلون مناصب كبيرة في أعمالهم الوقت المناسب للترفيه حيث أنهم يقضون معظم الوقت في العمل أو مباشرة أعمالهم عبر الهاتف ورسائل البريد الإلكتروني. يعاني هؤلاء بشكل كبير من التوتر ويمروا بأوقات نفسية عصيبة وتظهر عليهم علامات التقدم في العمر بشكل أسرع من أقرانهم الذين يحرصون على قضاء وقت ولو قليل في الترفيه.

هناك العديد من الأنشطة التي يمكن لجميع الأشخاص الاستمتاع بها سواء بشكل فردي أو جماعي على الرغم من أن الترفيه الجماعي بصحبة الأهل والأصدقاء له فعالية أكبر.

فالهاتف المحمول الذي تمتلكه قد يمثل وسيلة ترفيه جيدة وسريعة الوصول حيث يمكنك من خلاله تحميل بعض الأفلام والمسلسلات لتشاهدها في الوقت المخصص للراحة وهو ما يعتبر أحد الأنشطة الترفيهية التي تفصلك عن مود العمل. يمكنك أيضًا الاستمتاع لبعض الأغاني والموسيقى الهادئة أو تناول فنجان قهوة مع أحد أصدقائك في ساحة المخصصة للراحة.

تمثل الألعاب الإلكترونية أيضًا وسيلة مميزة للترفيه وهي متوفرة على هاتفك الذكي المتصل بالإنترنت. فمن خلال الدخول على موقع كازينو اون لاين بمكافآت وعروض مجزية الوصول إلى مئات من الألعاب المختلفة التي تعمل بشكل فوري بدون تحميل، إلى جانب الحصول على مكافآت نقدية ترفع من مستوى المتعة والترفيه لديك. عندما تفوز في أي لعبة على هذه المواقع، تحصل على جوائز نقدية حقيقية أيضًا مع توافر وسائل آمنة ومناسبة للتعاملات المالية.

الخروج مع العائلة أو الأصدقاء في عطلة نهاية الأسبوع للتنزه أو للسينما أو لأي مكان عام كنوع من الترفيه، أو تناول العشاء في الخارج سيساعدك على كسر روتين العمل والدراسة ويرفع من مستوى السعادة في حياتك. إذا لم تتمكن من الخروج من المنزل لأي ظرف من الظروف، يمكنك مشاهدة التلفزيون مع العائلة في أمسية جميلة مليئة بالدفء الأسري.

ممارسة الرياضة هي نوع من الترفيه والذي يعود عليك بالصحة النفسية والجسدية. من الممكن تخصيص وقت خلال الأسبوع لخوض مباراة كرة قدم مثلًا مع الأصدقاء للاستمتاع بالرياضة وفوائدها المتنوعة.

من المهم أن تجعل في حياتك وقت للترفيه والاستمتاع بحياتك، وإن لم تفعل ذلك ستعاني الكثير من ضغوط الحياة الصعبة وقد تُصاب ببعض الأمراض النفسية ويظهر عليك علامات التقدم في العمر.

أكدت على ذلك الباحثة الدكتورة سلين مالكوك حيث قالت أننا نعيش في عالم يركز على بعض العوامل التي تجعل منه منشغلًا ومنتجًا أغلب الأوقات مما يجعل من وقت الفراغ مضيعة للوقت، وهو ما يدفعك للاستفادة به لعملك. وأضافت إلى أن هذا يأخذك في اتجاه يجعلك تشعر بالاكتئاب والتوتر مع قلة الشعور بالسعادة إذا لم تجد وقت للترفيه والمرح في حياتك بغض النظر عما تكسبه من مال أو عما تحققه من إنجازات.