يعاني معظم الأشخاص المصابين بالتوحد من اللغة والوظيفة وفقًا للمعايير الاجتماعية الطبيعية ثقافيًا، وقد يفتقر الأشخاص المصابون بالتوحد إلى الوعي الاجتماعي والمعاملة بالمثل العاطفية والقدرة على مواصلة المحادثات، ولذلك تم إنشاء برنامج شوبلر لتسهيل عملية التعليم عند المصابين بالتوحد.
برنامج شوبلر للتوحد
تم تطوير برنامج شوبلر للتوحد الذي يطلق عليه “طريقة TEACCH” بواسطة الباحثين الذين أرادوا اتباع نهج أكثر فعالية وتكاملًا لمساعدة الأفراد الذين يعانون من اضطرابات طيف التوحد (ASD)، وهو عبارة عن برنامج أكاديمي متكامل قائم على فكرة أن الأفراد المصابين بالتوحد هم متعلمون بصريون، ولذلك يجب على المعلمين تكييف أسلوب التدريس واستراتيجيات التدخل الخاصة بهم بما يتناسب مع التعليم البصري.
تم تشكيل وبناء برنامج بحث علاج وتعليم الأطفال ذوي التوحد والتواصل المعاقين (TEACCH) في جامعة نورث كارولينا بمساعدة وتحت إدارة إريك شوبلر، والذي تمت تسمية البرنامج على إسمه، وكان هدفه مساعدة الأشخاص المصابين بالتوحد على تحقيق الأهداف التعليمية والعلاجية المختلفة.
آلية عمل برنامج شوبلر للتوحد
بشكل أساسي يتم العمل ببرنامج شوبلر للتوحد في المدارس أو البيئات التعليمية، ولكن يمكن العمل به في المنزل والبيئات الأخرى، ويعمل برنامج شوبلر للتوحد ضمن المبادئ التالية:
- الاستقلالية: أحد أهم الأمور التي يجب تعليمها لأي شخص مصاب بالتوحد وبشكل خاص في مرحلة الطفولة هي الاستقلالية، وأن يكون قادرًا على الاعتماد على نفسه وتلبية احتياجاته الأساسية.
- التعليم البصري: يعتمد برنامج شوبلر على المحتوى المرئي أو البصري في تقديم المعلومات وأي أمور مهمة لأطفال التوحد؛ حيث أنه تم بناؤه على أسس التعليم البصري.
- الروتين والتنظيم: الشخص المصاب بالتوحد بحاجة إلى نظام محدد وصارم بحياته يتضمن القيام بمهام معينة في أوقات معينة، مع ضرور تضمين العديد من الأنشطة المناسبة له مثل الرسم أو التصوير.
- التفاعل مع البيئة المحيطة: يعتبر تفاعل مريض التوحّد مع المحيط من حوله من المبادئ الأساسية في برنامج شوبلر، ولذلك من المهم الانتباه للبيئة المحيطة لمصاب التوحد في أي بيئة محيطة به.
فوائد برنامج شوبلر للتوحد
تكمن فوائد برنامج شوبلر للتوحد في الأمور التالية:
- تسهيل العملية التعليمية عند طفل التوحد سواء كان في داخل المنزل أو في المدرسة، أو أي مكان يتلقى به التعليم.
- تحفيز وتشجيع الأطفال والبالغين المصابين بالتوحد على الاستقلالية والاعتماد على النفس، مما يقلل من الاتكالية أو الاعتمادية النفسية والجسدية عند المصابين بالتوحد على المدى الطويل.
- تهيئة المصابين بالتوحد على الانخراط في الحياة الخارجية وعدم الانعزال أو الانسحاب الاجتماعي؛ حيث أنه يجهّز المصاب بالتوحد على الانخراط والاندماج في البيئات المختلفة وخارج محيطه الأصلي.
- تطوير وتعزيز المهارات المختلفة عند أطفال التوحد، مثل مهارات التواصل، والتفاعل الاجتماعي، واللغة، والكلام.